الفيسبوكجية

اقتنعت اخيراً ان هذا “الفيسبوك” أكبر كذاب في العالم، أو أنه يساعد على الكذب.

اشترك احد كبار العمر بالفيسبوك طبعا هو لايعرف استخدام الكومبيوتر و لكن كان حجته انه يود محادثة الاقارب البعيدين في الحارة المجاورة، و بعد مشقة في اختيار الصورة المعبرة عنه، قرر ان يكتب شيئا بنفسه، تم تحضير الجهاز بالوضع الذي يناسب قعدته، الحمد لله أنه جهاز لابتوب (محمول)، و بدأ بالبحث الشاق عن الأحرف، الحرف تلو الحرف حتى استسلم أخيرا إلى استئجار احدهم ليكتب له، و يرفع الصور، كان احد الأقارب و الأجرة كانت من كاسة شاي إلى غداء مرتب، لا تكمن المشكلة هنا بل كانت أنه كل فترة يسأل إذا ما كان أحد ما اعجبه ما كتب، يضطر إلى تشغيل هذا الجهاز أو مناداة الفيسبوكجي لكي يتفقد له “الاعجابات”.

أيضا اكتشف ان احد اقاربه الذي كان معروفا بقله كلامه أي بلادته، اكتشف انه متكلم من الدرجة الأولى، قال: “لم اكن اعرف انه يتحدث بهذه الطريقة، و الله طلع نكتي هالزلمة، ما كنت ابدا متوقع انه هيك”، و انا اشرح له، ياعمي هذا عامل مشاركة، و هو لا يفهم علي، فالمشاركة شي محمود لا مذموم حتى أنا اعترض و انكر مدى اعجابه به، استسلمت اخيرا و انسحبت بهدوء أراقب العالم وهم يفسبكون، و طبعا علي ان اتقبل صداقات الأقارب كل فترة بالرغم انني لا استعمل حسابي و لا اكتب عليه إلا بغرض التجربة أو البحث عن اجابة لسؤال عن الفيسبوك بحكم عملي في مجال الحواسب (منشان السمعة).