من خلال عملي كمحاسب و مبرمج برامج محاسبة كنا ندخل على شركات كتيرة لننظم لها عملها المحاسبي على الحواسب، كنا نداوم مع الموظفين و العمال، نتعرف عليهم ونراقب عملهم، و انا من طبيعتي كنت انزل لعند العمال أتعرف عليهم، بالرغم أن هذا لا يخص المجال الذي اشتغل عليه، لكن كنت استمتع بان اخذ جولة سياحية في المنشأة و أتعرف على الناس باختلافهم، بالرغم من طبيعتي الغير الإجتماعية كان ذلك مناسباً لي، لانها علاقات مؤقتة.
وايضا كانت لدي مجموعة الأصدقاء، كانو من المحاسبين و كنت على اطلاع على مجريات الامور التي تحدث في البلد من خلال جلساتنا الدورية و اجتماعاتنا.
القصة:
في احدى المرات التي يتكلم فيها صديقي عن عن مجال عمله كمحاسب، حكى لي قصة حدثت عنده في المعمل، تعطلت احدى الآلات بسبب تلف قطعة داخلية باهظة الثمن، كان عليهم ان يستوردوها من الخارج و كان ذلك يكلف مالا جماً، فتطوع احد العمال الفنين بأن يقوم بخرط تلك القطعة، والمقابل وعدوه إذا نجح في ذلك بأن ياخذ (تملكاً) بيتا صغيراً قريب من تلك الناحية (المنطقة) حيث كانت تكلفة البيت ارخص بكثير من كلفة استيراد القطعة و توقف عمل الآلة لتلك الفترة، لم يكذب العامل فقد قام بصنع تلك القطعة فعلا و نجح في اعادة الآلة للعمل، فأمر صاحب العمل بصرف مكافأة صغيرة له نظير عمله، وهي اقل من 10% من قيمة البيت، فغضب العامل و بدأ بالثرثرة و الاعتراض واشاعة الأمر بظلمهم، فاضطرت الادارة لطرده من العمل بسبب استياءه.
فرردت فوراً هذا المعمل عياره سنة و ينتهي لن يكون له وجود، فانفعل صديقي كأنه كان يحمل ضغينة تجاهي و بدأ يردد كلاماً كأني أنا من سيحكم على مصدر رزقه بالانقطاع و خسارة العمل، فبكمت و لم اتكلم أو أدافع ولو حتى بآيات من القرآن الذي يؤمنون به، ووضعته على الصامت إذ انشغل عقلي بإحدى الخوارزميات بينما هو يبرر لي: “كيف تحكم عن معمل من افضل المعامل في الشرق الاوسط و اكبرها بالزوال هل انت مجنون!!!”
كنت مخطئاً، بعد سنة بدأت المشاكل في المعمل، كنت مخطئاً في تقديري للزمن، خلال سنتين افلس صاحب المعمل و بيع المعمل و تم تسريح الموظفين من بينهم ذلك الصديق.
القصة حدثت حقيقية قبل 20 سنة يعني لا علاقة للحرب بقصتنا.
العبرة: اذا لم تستطع استخلاص عدة عبر بنفسك فلن استطيع أن افعل لك ذلك